عن ريتشارد فاينمان

 أنت بالتأكيد تمزح يا سيد فاينمان!"

كتاب عبارة عن مغامرات شخصية فضولية بقلم  ريتشارد ب. فاينمان كما رواها رالف ليتون.

يقول رالف ليتون في بداية الكتاب:" لقد تم جمع قصص هذا الكتاب بشكل متقطع وغير رسمي خلال سبع سنوات من جلسات قرع الطبول الممتعة جدًا مع ريتشارد فاينمان، ولقد رأيت أن كل قصة على حدة مسلية، وأن المجموعة ككل مذهلة:

أن يحدث لشخص فريد مثل كل هذه الأمور الغريبة والرائعة في حياة واحدة، يبدو أحيانًا صعب التصديق. وأن يتمكن شخص واحد من اختراع هذا القدر من الشقاوة البريئة في حياة واحدة هو بلا شك مصدر إلهام!

يشير ألبرت ر. هيبس في مقدمة هذا الكتاب إلى أمله في ألا تكون هذه المذكرات الوحيدة التي توثق حياة ريتشارد فاينمان. ويرى أن الذكريات الواردة في هذا الكتاب تعكس جوانب حقيقية من شخصيته، مثل حاجته شبه القهرية لحل الألغاز، وميله للمشاكسة الاستفزازية، ونفاد صبره الواضح تجاه الادعاء والنفاق، بالإضافة إلى براعته الفريدة في التفوق على كل من يحاول التفوق عليه. ويصف الكتاب بأنه ممتع للغاية، يجمع بين الجرأة والصراحة، مع دفء إنساني يجعل منه عملًا مميزًا.

ومع ذلك، يلفت هيبس الانتباه إلى أن هذا الكتاب لا يتناول جوهر حياة فاينمان بشكل مباشر، وهو العلم. ويشير إلى أن العلم يظهر أحيانًا كخلفية لبعض الحكايات، لكنه لا يأخذ مكانته المركزية التي يعرفها عنه طلابه وزملاؤه. ويرى أن تقديم قصص تربط بين حياة فاينمان العلمية وتجربته الشخصية قد يكون أمرًا بالغ الصعوبة، نظرًا لما تحمله هذه الحياة من تحديات وإحباطات، وإثارة متجددة في لحظات الإلهام، ولذة عميقة نابعة من الفهم العلمي، الذي شكّل مصدر سعادته الرئيسي.

ويسترجع هيبس ذكرياته كطالب لدى فاينمان، موضحًا كيف كان فاينمان يستقبل طلابه في المحاضرات بابتسامة عريضة، وأصابعه تنقر بإيقاع معقد على الطاولة في مقدمة القاعة. ويصف كيف كان يمسك بقطعة الطباشير ويدورها بين أصابعه ببراعة أشبه بمقامر محترف، ثم يبدأ بالحديث عن الفيزياء بأسلوب مشوّق، مستخدمًا رسوماته ومعادلاته ليجعل أفكاره واضحة وممتعة للجميع.

ويؤكد هيبس أن ما كان يمنح فاينمان تلك الابتسامة المميزة واللمعان في عينيه لم يكن سرًا أو نكتة خاصة، بل كان الفيزياء نفسها. لقد كانت فرحة الفيزياء، كما يصفها، معدية، وكان من حُسن حظ طلابه أنهم التقطوا تلك العدوى. وفي ختام المقدمة، يرى هيبس أن هذا الكتاب يمنح القراء فرصة للتعرف على فرحة الحياة بأسلوب فاينمان الفريد.

هذا وسنتطرق إلى موضوع الكتاب في تدوينات لاحقة.

التالي