11
إن لم يكن الاختيار قد أُتيح لك فأحرى بك أن تتحلى بالصمت،
أفضل من التحلي بالبلاهة...
لاتكن أبلها وتحدثنا عن تفضيلك القهوة على سائر المشروبات ولم يكن لك خيار آخر غير شربها رغما عنك.
اغلق فمك ولا تتكلم عن تفضيلك اللون الأخضر مادام هو اللون الوحيد الذي سمحوا لك برؤيته مذ وعيت.
هكذا تكلم الرجل ذو الأسنان المثرمة.
لاتكن أبلها وتحدثنا عن تفضيلك القهوة على سائر المشروبات ولم يكن لك خيار آخر غير شربها رغما عنك.
اغلق فمك ولا تتكلم عن تفضيلك اللون الأخضر مادام هو اللون الوحيد الذي سمحوا لك برؤيته مذ وعيت.
هكذا تكلم الرجل ذو الأسنان المثرمة.
12
اليوم على شاطئ البحر..الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة
قبل أن يغادر المكان، مستلقٍ وحده غير آبه بمن جاء و راح. قدمت إليه وجلست إلى
جانبه وقلت: تبدو مُغرمًا بالمسافةِ التي تُبعدك عن كل شيء، وكأنها عشيقتك !!!
لم يعرني اهتماما فأردفت: ما بالنا نُراوح مكاننا؟ نظرة إلي
نظرة وكأنه كان ينتظر سؤالي هذا وقال:"في المجتمع المؤدلج دينيا تجد الفرد
يبحث ويفكر ويناقش لا لشيء سوى الوصول للنتيجة المسبقة التي تم تلقينه إياها...
لهذا يبقى هذا المجتمع صريع إيديولوجيته لا يتغير في شيء أبدا." قال ذلك وسرح
بنظره بعيدا نحو الأزرق الكبير.
13
"أن تستاء،
تنتقد وتمتعض ليس خيانة أبدا، الخيانة يا صاحبي هي أن تكذب و الخيانة الكبرى هي أن
تُصفّق للكاذب أو تبتسم له ابتسامتك الصفراء مبديا رضاك بما يقول" هكذا قال
لي اليوم الرجل ذو الأسنان المثرمة...لكنني نسيت أن أبتدئ بهذا منشوراتي ليومي
هذا.
14
لم يكن اليوم كعهدي به... الرجل ذو الأسنان المثرمة...
استقبلني ببرود وقال: هذا أنا كما كنتَ وكما ستظل تراني ، عُد لنفسك واسألها، تأكد
هل هذا أنت، أم هو اعتياد السنين وخوف المجتمع!.
وما إن جلست حتى قام وقد نسي آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان.
وما إن جلست حتى قام وقد نسي آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان.
15
أعيدوا التدقيق في الكثير من المفاهيم وغيروها فقد حان
الوقت...علموا أولادكم ان " من علمني حرفا صرت له محبا" وليس عبدا،
علموهم انه لو كان لهم عند الكلب حاجة أن يقولوا له يا كلب وليس يا سيدي، علموهم
أن لا " يبوسو الكلب من فمو" بل " يعطوه بكوتبي" إن هو وقف
لهم حجر عثرة في الطريق....
هكذا قال الرجل ذو الأسنان المثرمة .
هكذا قال الرجل ذو الأسنان المثرمة .
16
الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي
لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قرر أن يفضي لي
بمكنوناته...قال لي اليوم: إن لم تتعلم من خساراتك ستتكرر هذه الخسارات وتتراكم...تأكد
أنني لا أعجب من ذلك، فأنت عنصر من مجتمع مولع بالتجريب عاجز عن المراكمة.
- كيف ذلك؟
- كيف ذلك؟
- مجتمع مفلس دائم التجريب، ملهوف على التجريب، تجربة تمحي
سابقتها...مجتمع لا يفقه للمراكمة معنى، لايغادر خطأً إلى صوابِ أبدا ولا يضيف
صواباً إلى صواب أبدا... مجتمع كهذا سيبقى أبد الدهر يراوح مكانه.
17
الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي
لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، لم يقتنع
بفكرتي وهز رأسه نافيا ما قلته له بحجة أن "لكل وغد، هناك قطيع يُدافع عنه.
وإنه من العيث أن أُرهق نفسي في اقناع مُستعبد سعيدٍ بقيوده أن الحرية أجمل! '
18
التقيته البارحة، الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة
قبل أن يغادر المكان....التقيته و قال لي : "لا تتمادى في صلاحك وعليك بركوب
الموجة، فمنذ زمن ؛ أصحاب المبادئ النبيلة يموتون فقراء ثروة، أغنياء نفس، وغُرباء
حياة!"
19
"صدقني، لم
يعد الأمر مجديا. لا تبرر و تشرح شيئا، مارسه فقط وإن تعذّر ابتعد قدر المستطاع
فليس في العمر متسع....وتذكر جيدا أن تكون أنت."
الرجل ذو الأسنان المثرمة في
لحظة مناصحة.
20
"وتذكر
جيدًا، الحياة الطبيعية لا تحتاج فتوى، بل تحتاج إنسانا." هكذا تكلم الرجل ذو
الأسنان المثرمة.
ذو الأسنان المثرمة 1.
***
اقرأ:
0 التعليقات:
إرسال تعليق